من المنتظر أن تشهد العاصمة الرباط تحولًا جديدًا من شأنه تعزيز بنيتها السياحية والفندقية، حيث ستنطلق قريبًا أشغال تطوير بناية "عمارة السعادة"، التي تعد واحدة من أشهر البنايات في المدينة وأطولها، وذلك لتحويلها إلى مؤسسة فندقية جديدة. تأتي هذه الخطوة بعد أن ظلت البناية عرضة للإهمال لفترة طويلة، منذ إفراغها من مصالح وزارة الخارجية المغربية، التي انتقلت إلى مبنى جديد في مقاطعة حسان.
وفقًا لمصادر مطلعة، فإن المشروع الجديد يهدف إلى تحويل "عمارة السعادة" إلى فندق شقق مفروشة (APPART HÔTEL) بمستوى عالي من الفخامة. ويعد هذا المشروع جزءًا من استراتيجية تهدف إلى تعزيز القدرة الاستيعابية الفندقية للعاصمة الرباط، في سياق استعداد المدينة لاستضافة فعاليات رياضية وثقافية عالمية. ومن المتوقع أن يساهم هذا المشروع في تحسين المشهد السياحي للعاصمة، التي شهدت في السنوات الأخيرة نموًا ملحوظًا في استقبال الزوار والسياح من مختلف أنحاء العالم.
البناية، التي كانت تضم في السابق مكاتب تابعة لوزارة الخارجية، ستتحول إلى معلم سياحي واستثماري بفضل المشروع الذي يعكس رؤية شمولية لتنشيط القطاع السياحي في الرباط. ويأتي هذا التطور في إطار خطط أوسع تستهدف تحديث البنية التحتية للمدينة وتعزيز جاذبيتها السياحية، لتتوافق مع طموحات المغرب في أن يكون وجهة رئيسية للسياح والمستثمرين على حد سواء.
الإهمال الذي طال البناية منذ إفراغها أثار قلق العديد من المراقبين، إلا أن القرار بتحويلها إلى فندق فاخر يعكس الرغبة في استثمار الإمكانيات الموجودة وإعادة الحياة إلى مبانٍ تاريخية متميزة. ومن شأن هذا المشروع أن يساهم في تعزيز صورة الرباط كمدينة تجمع بين التاريخ والعصرنة، مما يجعلها وجهة مثالية للفعاليات الدولية والإقليمية.
هذا التحول يأتي في وقت تسعى فيه العاصمة لتطوير بنيتها التحتية، ليس فقط في مجال الفنادق، بل أيضًا في مجالات أخرى مثل النقل والخدمات العامة، وهو ما يجعلها مستعدة لاستقبال الزوار بأفضل طريقة ممكنة. يعكس المشروع اهتمام المسؤولين بإنعاش القطاع السياحي كرافعة للتنمية الاقتصادية، مع التركيز على توفير خدمات راقية تلبي توقعات الزوار المحليين والدوليين.