المنزه بريس - Elmenzeh Press المنزه بريس - Elmenzeh Press
random

آخر الأخبار

random
recent
جاري التحميل ...

هذا هو سبب منع جمهور الجيش الملكي من حضور “كلاسيكو” دوري الأبطال

 


في خطوة أثارت جدلاً واسعاً بين أوساط عشاق كرة القدم المغربية، قررت سلطات مدينة الدار البيضاء منع جماهير نادي الجيش الملكي من حضور مباراة فريقها ضد الرجاء الرياضي، المقرر إجراؤها غداً الثلاثاء على ملعب "العربي الزاولي"، ضمن الجولة الأولى من دور المجموعات لدوري أبطال إفريقيا. هذا القرار الذي يبدو أنه جاء لتجنب أي تصعيد محتمل بين الجماهير، يعكس استمرار المخاوف من تأثير الصراع الجماهيري التاريخي بين الناديين على سير المباريات.


القرار رغم كونه احترازياً إلا أنه يثير تساؤلات عديدة حول مدى تأثيره على التنافس الرياضي في بطولة قارية تتطلب توفير أجواء مثالية تعكس روح الرياضة. إدارة الرجاء الرياضي كانت قد خصصت نسبة 5% من سعة ملعب "العربي الزاولي" لجماهير الجيش الملكي، كما ينص على ذلك بروتوكول الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، إلا أن السلطات الأمنية فضلت منع الحضور الجماهيري للضيوف بشكل كامل، نظراً لما وصفته بمخاوف من اندلاع أعمال شغب قد تعكر أجواء اللقاء.


القرار لا يقتصر على هذه المباراة فقط، بل يمتد ليشمل لقاء الإياب الذي سيحتضنه ملعب الجيش الملكي بالرباط، حيث سيتم منع جماهير الرجاء الرياضي من مؤازرة فريقها في المدرجات. هذه الإجراءات تؤكد التوتر المستمر في العلاقة بين جماهير الناديين، حيث سبق وأن منعت جماهير الجيش الملكي من التنقل إلى الدار البيضاء في مباراة سابقة بالدوري المغربي للمحترفين، والتي انتهت بالتعادل السلبي. القرارات الأمنية في هذا الإطار تضع الرياضة المغربية أمام تحديات كبيرة تتعلق بكيفية إدارة مثل هذه الأحداث بطريقة تحقق التوازن بين ضمان الأمن العام وتعزيز روح التنافس الشريف.


تاريخ الصراع الجماهيري بين الناديين ليس وليد اللحظة، بل يعود لسنوات طويلة، شهدت خلالها مواجهات الفريقين مشاحنات حادة سواء داخل المدرجات أو خارجها. هذا التاريخ المشحون يضع السلطات في موقف صعب، حيث يصبح من الضروري اتخاذ تدابير صارمة لضمان عدم خروج الأمور عن السيطرة. ومع ذلك، فإن مثل هذه القرارات تثير حفيظة الجماهير التي ترى في المنع حرماناً من حق مشروع في مساندة فرقها، خاصة في مباريات حاسمة مثل دوري أبطال إفريقيا، الذي يعد فرصة لتمثيل الكرة المغربية على الصعيد القاري.


من جهة أخرى، يعتبر البعض أن قرار المنع يعكس عجزاً عن مواجهة أصل المشكلة، وهو تعزيز ثقافة التشجيع الرياضي النظيف وإرساء قواعد احترام التنافس الشريف بين الجماهير. هذا العجز يساهم في تفاقم حالة الاحتقان بين الجماهير، التي تجد نفسها محرومة من التواجد في المدرجات في مناسبات كبرى، مما يضيف بُعداً جديداً للأزمة الجماهيرية في كرة القدم المغربية.


المباراة المرتقبة ستُجرى في ظل أجواء مشحونة، حيث سيحاول كل فريق تحقيق بداية مثالية في مشواره الإفريقي. إلا أن غياب الجماهير الزائرة عن المدرجات يُعتبر خسارة كبيرة للكرة المغربية، التي تُعرف بشغف جماهيرها وأجوائها الفريدة التي تميزها عن غيرها من الدوريات. هذا الغياب قد ينعكس أيضاً على اللاعبين، الذين اعتادوا على الحضور القوي لجماهيرهم في مثل هذه المواجهات الكبرى.


في الوقت الذي تظل فيه المخاوف الأمنية هي المبرر الرئيسي لمثل هذه القرارات، يبقى السؤال مطروحاً حول مدى إمكانية تجاوز هذه التوترات في المستقبل القريب، عبر تعزيز الجهود الرامية لنشر ثقافة رياضية قائمة على التنافس النزيه، وتفعيل أدوار الجماهير كعنصر أساسي في نجاح الكرة المغربية. حتى ذلك الحين، ستبقى مثل هذه القرارات مثاراً للجدل بين من يراها ضرورية لضمان الأمن، ومن يعتبرها عائقاً أمام تطور المشهد الرياضي في البلاد.

عن الكاتب

المنزه بريس

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

المنزه بريس - Elmenzeh Press