أثار مشروع تصميم تهيئة مدينة الرباط، الذي سيعرض اليوم في الدورة الاستثنائية للمجلس الجماعي، جدلاً واسعاً وسط قلق من سكان بعض الأحياء الشعبية. يأتي هذا المشروع بعد تعديلات طرأت عليه في الأشهر الأخيرة، ما زاد من مخاوف مئات المواطنين الذين يعتقدون أن التغييرات قد تؤدي إلى هدم منازلهم وإجبارهم على مغادرة العاصمة، وهو ما يذكرهم بما حدث في الدار البيضاء مع ترحيل سكان المحج الملكي.
تشمل التعديلات الجديدة التي تضمنها مشروع تصميم التهيئة تحويل بعض المناطق إلى عمارات شاهقة، مع إزالة العديد من المنازل وتحويلها إلى مناطق سكنية وتجارية حديثة. بالإضافة إلى ذلك، يشتمل المشروع على إحداث مساحات خضراء ومرافق جديدة مثل المساجد والأسواق، مواقف السيارات، ومراكز صحية، فضلاً عن ساحة لرؤية البحر. تم التأكيد على ضرورة أن تخضع المباني في الأحياء الجديدة لمعايير معمارية محددة، بما في ذلك حجم الشرفات والنوافذ ومواد البناء.
كما يتضمن المشروع تعديل شبكة الطرق وتطوير وسائل النقل في العاصمة، مع توسيع بعض الشوارع الرئيسية مثل شارع علال الفاسي، وتوسيع مشروع الترامواي. وتشمل التغييرات مناطق استراتيجية مثل يعقوب المنصور وأكدال الرياض وحسان واليوسفية والسويسي، مع تحديد المشهد الحضري في منطقة العرفان. بالإضافة إلى ذلك، ستشمل التعديلات إنشاء خطوط ترام جديدة وشبكات طرقية لتسهيل التنقل.
من بين المستجدات التي يقدمها المشروع هو تحويل عدد من الشوارع إلى أزقة واسعة بعرض يتراوح بين 15 و20 متراً، خاصة في مناطق مثل حي المنزه وحي المسيرة. وتشمل التعديلات أيضاً إقامة عمارات كبيرة بطوابق تصل إلى خمسة في بعض الأحياء، فضلاً عن إضافة طابق إضافي في بعض التجزئات السكنية، مع توسعة الشوارع في مختلف المناطق مثل سيدي محمد بن عبد الله، الحرية والكفاح والمجد. في الوقت الذي يثير فيه المشروع هذه التعديلات، لا يزال القلق يساور العديد من المواطنين الذين يترقبون كيف ستؤثر هذه التغييرات على حياتهم اليومية.